--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل الحبيب عمر بن حفيظ :الطلبه الذين يدرسون في الجامعات ماهو الهدف الذي ترسموه لهم؟
فاجاب رضي الله عنه:من غير شك أن هناك مقاصدللتعاليم ومقاصدللحياه نفسهايستوحيها عامة الناس من ادراكاتهم لاحتياجاتهم التي يحتاجونهافي عالم الدنيافيعدون هذه الدراسات عده لتغطيةهذه الاحتياجات الظاهريه والحقيقه ان هذامقصود قاصر وحصور وممكن يشارك المسلم فيه الكافر والفاجروغير الطائع لكن هناك مقصود اسمى من ذلك هو ان يكون مقصوده من الدراسه والتخرج والوظيفه بعدهاأن يؤدي بذلك دوره في خدمة دينه وشريعته وواجبه ومنهجه وسد الحاجه من المال والقوت له ولأهل داره داخلة في ضمن تشريع الدين وضمن مابينه لنا نبي الله سيد المرسلين صلىالله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فهو آت على أساس من الايمان ووسيله للقيام بحقوق الرحمن تعلى فيجب على طلاب الجامعات وغيرهم من الدارسين ان يتنبهوا الى المقصدمن هذه الدراسات فلاتأخذنا مجرد الأشكال ومايرسم لهذه الأمه من ظواهر وخيال عن حقايق مقاصدهاأو ماخلقت لأجله أومابعث به اليهانبيها صلىالله عليه وعلىآله وصحبه وسلم ويجب ان يربطواجميع كلياتهم وجميع دراساتهم بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم وبتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان في أي مجال من مجالات الحياه من هندسه ومن كيمياء ومن أنواع العلوم يجب أن يكون المقصد والغرض منها هو القيام بدوره في هذاالمجال من الحياه فيمايتعلق بخدمة الدين والشريعه ونشر الفضيله والقيام بالواجب مع الأقربين والأصحاب والأهلين الى غير ذلك .
هذامن جهة المقصد .وتحقيقه بأن يتعالى عن أن يقع في الدنايا في أثناء هذه الدراسات من مثل اهمال العين في النظر وهي سهام مسمومه من سهام ابليس قال القرآن عنها لنبيه {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}وكل مؤمن موجه اليه هذا الخطاب من الله بلسان نبيه{يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ان الله خبير بما يصنعون}فبعض الناس يدعي طهارةالقلب ويقول انا قلبي طاهر وان كنت اتحدث مع الفتاه الأجنبيه وأضحك معها ولكن مافي قلبي شيء نقول طهارة القلب يدل عليها طهارة الظاهر فمامعنى ميلك الى التبسم معها والى الحديث معهاوالى النظر اليها شف أطهر الناس قلبا لم تمس يدهيد امرأة أجنبية حتى مات صلى الله وسلم عليه وعلى اله ولم يكن يبايع الناس الاكلاما وهو المنزل عليه هذه الآيات {قل للمؤمنين} {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصرهن ويحفظن فروجهن } ثم يحرص على اقامة الفرائض أيام دراسته وفي كل وقت ولايقدم عليها مطالعه ولاامتحان ولاغيرذلك فانهاالفرض الأعظم الذي هوالركن في دينه والصله بينه وبين ربه تعالى .فيحافظ على أداء الصلوات ويحرص على الجماعه فيهاويحرص على حضور قلبه أيضافيها وأن يخرج من صورتها الى حقيقتهاأيضا ومعناها. ولاينسى نفسه أيضا أيام الدراسه من تأمل كتاب الله ولو ورقه يقرؤها في اليوم لايهجركلام الله تعالى فانه لايقوم على المقصد الصالح من انفصل عن تأمل القران وتدبره {وقال الرسول يارب ان قومي اتخذواهذاالقران مهجورا}وينبغي أن يحرص على ايصال الخير مااستطاع الى الطلبة الذين حواليه والأصحاب الذين يجالسهم والذين يسكن أيضامعهم ويرتب تحبيبهم الى الخير واقامتهم لصلاة الفجر وعقد جلسه من مجالس الخير حسب استطاعته وحسب ماتيسر له وأن يحمل هم النبي صلى الله عليه وسلم في انقاذ الأمه وارشادهم ودوتهم الى الله تعالى فيخرج من دراسته وجامعته وهو حامل نور الهم بالأمه ونية الخدمه لهم فينطلق في اي مجال من مجالات الحياه بهذاالنور وبهذا الهم خالصا لوجه ربه تعالى ولمقصده. وعلامة الصادق في ذلك أن يكون له باطن واسع للناس:بمعنى مايميل الى التحيز فيحمل نفسه أويؤدي بقلبه الى كراهة هذا وبغض هذا والتشدد على هذا واستحقار هذا واستخفاف هذا. بل المسلمون ما بين طايعين وعصاه كلهم محل للرحمه والعطف عليهم وللنظر.ويكف العاصي عن معصيته بمااستطيع من غير كبر عليه ومن دون تعال عليه فلاتدري بخاتمتك ولاتدري بخاتمته.ولما رجم صاحب الحد حتى مات قال بعض الصحب{ألاترى هذا يرجم كما يرجم الكلب فقال صلى الله عليه وسلم وقد مر على ميته يافلان وفلان للذين تكلموا كلا من هذا فقالوا يغفر الله لك يارسول الله ميته نأكل منهاقال ماأكلتمامن لحم أخيكماأنتن من هذاوانه لينغمس الآن في أنهار الجنه}والثاني قال للذي جلد في حد الخمر ما
اخزاه ماأكثر مايجلد فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم وقال{لاتكن عوناللشيطان على أخيك }ساعده في ان يرجع ويتوب ماتظل تخرج الكلمات الجارحه تخليه يستمر في عصيانه أوتقوم منه النفسالأماره فتعاندوتستمر في العصيان بل لن له وساعده على الرجعه الى ربه تعالى ولاتميل في منطقتك وجامعتك الى التحامل على أنواع المسلمينولاعلى حمل الحقد والحسد لأحدمنهم واجعل ماتحب نشره منالخير قائم على أساس واسع من طاعة أمر الله تعالىلامنتمياالى مجرد فرقه ولامجردحزب ولامجردجماعه ولامجردطائفه.أنت منتميالى الدين الواسع العظيم والى ربك الكبير والى شرعه العظيم فبالرحمة التي قال الله عنها{وما أرسلناك الارحمة للعالمين}والتي قال عنها {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوامن حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر}بهذا المنطلق تنطلق في جامعتك وماأنت فيه ويعينك الله وكلما زدت نيه زادك الله توفيقا وانما الأعمال بالنيات وانما لكل امرئ مانوى .ويتأكد القيام بالخلق الكريم وتصحيح النيةلمن كان يدرس في مجالات العلوم الشرعيه يتأكد عليه أكثر فانها علوم لايقصد بهاالاوجه الله {ومن تعلم علمامما يبتغى به وجه الله لايتعلمه الاليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنه يوم القيامه}يعني ريحهاكما في الحديث نسأل الله أن يصلح نياتنا ويوفقنا لمرضاته