فضل صلاة التراويح في كتاب النصائح الدينية والوصايا الأيمانية .. للإمام الحداد برد الله ثراه
وصلاة التراويح في كل ليلة من رمضان سنة مأثورو. وعادة السلف رحمة الله عليهم توزيع
القرآن من أوله الى آخره عليها, يقرؤون منه فيها كل ليلة ماتيسر ويجعلون الختم في بعض
الليالي من آخر الشهر غمن أمنه أن يقتدي بهم في ذلك فليشمر ولا يقصر , فإن الخير غنيمه
(وماتقدموا لأنفسم من خير تجدوه عند الله ) ومن لم يتفق به الاقتداء بهم في ذلك فليحذر من
التخفيف المفرط الذي يعتاده كثير من الجهلة في صلاتهم للتراويح حتى ربما يقعون بسببه
في الاخلال بشيء من الوجبات مثل: ترط الطمأنينة في الركوع والسجود , وترك قراءة
الفاتحة على الوجه الذي لا بد منه بسبب العجلة , فيصير أحدهم عند الله لا هو صلى ففاز
بالثواب, ولاهو ترك بالتقصير وسلم من الأعجاب, وهذه وماأشبهها من أعظم مكائد الشيطان
لأهل الإيمان يبطل على العامل منهم عمله مع فعله للعمل. فاحذروا من ذلك وتنبهوا له معشر
الإخوان.
وإذا صليتم التراويح وغيرها من الصلوات فأتموا القيام والقراءة, والرطوع والسجود والخشوع
والحضور وسائر الأركان والآداب ولا تجعلوا للشيطان عليكم سلطاناً فإنه ليس له سطان على
الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون فكونوا منهم إنما سلانه على الذين يتولونه والذين هم به مشؤكون
فلا تكونوا منهم.
وآستكثروا من أعمال البر وأفعال الخير مااستطعتم في شهر رمضان افضل أوقاته وحصول
المضاعفه فيه وكثرة الثواب وتيسير العمل بالخيرات.
فأما المضاعفة فلما ورد: أن النافلة في رمضان يعدل ثوابها ثواب الفريضة , والفريضة في
بسبعين فريضة في غيره فمن يسمح بفوات هذا الربح ويكسل ويغنم هذه التجارة التي لاتبور
وأما تيسُّر العمل بالخير في رمضان فلأن النفس الأمارة بالسوء مسجونة بالجوع والعطش والشياطين
المثبطين عن الخير المعوقين عنه مصفدون لا يستطيعون الفساد ولايتمكنون منه فلم يبق بعد ذلك عن
الخيرات مانع ولا من دونها حاجز الا من غلب عليه الشقاء واستولى عليه الخذلان والعياذ بالله فيكون
رمضان أعظم عنده سواء في الغفلة عن الله بل ربما يكون رمضان أعظم اعراضاً عن ربه وأكثر غفلة.
وكما ينبغي للمؤمن أن يستكثر من الاعمال الصالحة في هذا الشهر ويسارع فيها كذلك ينبغي له أن يبالغ
في التحرز عن المخالفات ويكون في نهاية البعد عنها فإن المعاصي في الأوقات الفاضلة يون إثمها عظيم
ووزرها كثيراَ نظير ثرة الثواب علة الاعمال الصالحة الواقعة في الاوقات الفاضلة.
نفعنا الله بكلام هذا الإمام العظيم في الدراين آمين