كرامه من كرامات الاولياء والصالحين

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد جاء ذكر الكرامات في القرآن بإسهاب والناكر للكرامات يعد خارج عن الملة ، الم تقرؤا قول الله تعالى ( كلما دخل عليه زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم انى لك هذا قال هو من الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) صدق العلي العظيم . وقصة الخضر وموسى عليهما السلام في الكهف فيها من الكرامات ما تقف دونه الأفكار وتتحير دونه العقول .

أما مما حدث من الكرامات عندنا نحن أهل حضرموت ما تتسع له مجلدات ، ورغم همة أصحابها ومكانتهم العلمية والدينية وقربهم في النسب من الرسول صلى الله عليه وسلم ، ما تؤهلهم بخرق العادة وإظهار الكرامة ، وما الكرامة في قدرة الله إلا منحة ربانية يمنحها عباد الصالحين ، ويويدهم بها لإثبات الدين ، وتمكين المسلمين في عقيدتهم ودينهم ، وأنها نصرة من الله تعالى ، في كل زمان ومكان ، وهو معكم إينما كنتم والله بما تعملون خبير .


من كرامات قطب الإرشاد وغوث البلاد الحبيب عبد الله بن علوي بن محمد الحداد رضي الله عنه توفي (1132هـ):

لقد ظهرت للحبيب الحداد كرامات كثيرة منها أنه لما أراد احد ابنائه الزواج ، وكان الحبيب من كبار أهل الطريقة والحقيقة ، وليس معه مال ، فكان يعيش حياة الزهد والتقشف رضي الله عنه ، لما طلب ولده الزواح ، قال له : يا أبي ليس عندي مهر العروس فما الحيلة ؟ فقال له الحبيب : يا بني خذ من ذلك الوادي عدد قيمة المهر حصاة صغيرة ، وضعها في كيس وهات بها ، فتعجب الولد من ذلك ، ولكنهم كانوا أهل تقوى وطاعة لأمر والديهم ، فانصرف الى الوادي وجاء بالكيس بما فيه من حصاة .
فماذا فعل الحبيب العارف بقدرة ربه والمتوكل عليه حق توكله ؟ لقد وضع يده الشريفة داخل الكيس وتمتم بكلميات فما هي إلا لحظات حتى حول الله تعالى بما في الكيس ذهبا خالصا ابريزا نقيا ، الله اكبر الله اكبر ، فقال : أي بني اذهب وامهر عروسك ، ونادي في الوادي بان جميع أهل حضرموت مدعوون لحفل الزواج فقال الوالد يا أبتي وهل نستطيع أنة نطعم أهل حضرموت ؟ فقال : الذي حول الحصاة ذهبا قادر أن يفعل ذلك ، فهو إله العالمين .
في يوم حفل الزواج حضر جميع أهل حضرموت بما فيهم السلطان عمر بن جعفر بن علي الكثيري رحمهم الله جميعا ، فقال الحبيب القطب رضي الله عنه ، اصنعوا فقط قدرا واحدا من الطعام ، فقيل له يا إمام قدر واحد لا يكفي لكل الناس الذين قدموا من الساحل والوادي ودوعن ومهرة والجوف ، كيف نفعل بكل هؤلاء الضيوف ؟ فقال اتركوا الباقي على الله تعالى وعلي ، وهكذا صنع قدر واحد فوضع يده الشريفة على الطعام وجعل القدر مغطى إلا من حيث ما يغرف الطعام ، وهو يدعو والغارف يغرف الطعام ، فمد البساط واستمر في غرف الطعام من الظهيرة حتى قرب المغرب _ وكان قد صلى بالناس صلاتي الظهر والعصر جمعا حسب سنة الرسول عليه السلام ، الذي جوز جمع الصلاتين في مثل هذه الأحوال .
فقد جاء في الخبر أن جميع أهل حضرموت في ذلك ما طبخوا طعاما في بيوتهم وامتدت الوليمة الى العشاء واكل جميع أهل الوادي شبام وسيون وتريم رجالا ونساء ، واخذ الطعام الى البيوت ، والعجب العجاب أن ذلك القدر لم ينقص منه شيئا إلا مقدار غرفة واحدة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله واسع عليم ، أبعد تنكرون كرامات الأولياء ، يامنكري القرآن والسنة النبوية الصحيحة !!!!

وهناك كرامات كثيرة لا تعد ولا تحصى ، منها كراما الحبيب القطب عبدالله بن علوي العيدروس مولى عدن الذي مطرت له السماء لبنا خالصا سائغا للشاربين ، ولسوف نفرد لها حلقة اخرى فيما بعد إن شاء الله .والى اللقاء مع كرامات الصالحين أولياء الله المخلصين له الدين ولو كره الكافرون .