قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه الأذكار : وقال بعض العلماء يستحب قول (لا إله إلا الله)لمن ابتلي بالوسوسة في الوضوء أو الصلاة وشبههما فإن الشيطان إذا سمع الذكر خنس أي تأخر وبعد و(لا إله إلا الله) رأس الذكر ولذلك اختار السادة الأجلة من صفوة هذه الأمة أهل تربية السالكين وتأديب المريدين قول (لا إله إلا الله) لأهل الخلوة وأمروهم بالمداومة عليها وقالوا أنفع علاج في دفع الوسوسة الإقبال على ذكر الله تعالى والإكثار منه. انتهى كلامه رضي الله عنه
وقال الإمام تاج الدين عبد الوهاب السبكي في كتابه معيد النعم ومبيد النقم : ومن الفقهاء فرقة متنسكة تجري على ظواهر الشرع وتحسن امتثال أوامر الله تعالى واجتناب مناهيه إلا أنها تهزأ بالفقراء وأهل التصوف ولا تعتقد فيهم شيئا ويعيبون عليهم السماع وأمورا كثيرة . والسماع قد عرف اختلاف الناس فيه . وتلك الأمور قل أن يفهمها من يعيبها والواجب تسليم أحوال القوم إليهم . وإنا لانؤاخذ أحدا إلا بجريمة ظاهرة ومتى أمكننا تأوبل كلامهم وحمله على محمل حسن لا نعدل عن ذلك لا سيما من عرفناه منهم بالخير ولزوم الطريقة ثم إن بدرت لفظة من غلطة أو سقطة فإنها عندنا لا تهدم ما مضى . وهذه الطائفة من الفقهاء التي تنكر على المتصوفة مثلها مثل الطائفة من الترك التي تنكر على الفقهاء وقد جربنا فلم نجد فقيها ينكر على الصوفية إلا ويهلكه الله تعالى وتكون عاقبته شديدة . فسبيل هذه الطائفة التوبة إلى الله وحسن الظن بخلق الله تعالى لا سيما من انقطع إلى الله واعتكف على عبادته ورفض الدنيا وراء ظهره . هذا علاج داء هذه الطائفة وما أظنهم يبرأون فإني جربت فوجدت القلوب منقسمة إلى قابل للصلاح وطريق الفقر وذلك تراه منقادا لطريق الفقراء معتقدا من غير تعليم وغير قابلة ولا تراها تنقاد وإن انقادت في الظاهر لم يفدها الانقياد لأن هؤلاء القوم لا يعاملون بالظواهر ولا يفيد معهم إلا الباطن ومحض الصفاء وهم أهل الله تعالى وخاصته نفعنا الله بهم وأكثر من يقع فيهم لا يفلح.