[right][justify]بسم الله الرحمن الرحيم
ان من عادة كثير من الناس(وما أبرئ نفسي) التعميم في الأحكام على الناس أو في تصنيفهم تحت مسمى معين
لمجرد انهم التقوا بشخص من طائفة معينة فصدر منه تصرف خاطئ وقد لا يكون خاطئا ولكن تسرعهم في فهم مراد الشخص او سوء الظن الذي انطوت عليه صدورهم جعلهم يستبقون الأمور
وخصوصا ان الطبع السفلي مولع بسوء الظن كما قال الشيخ علي بن ابي بكر السكران فيفسرون تصرفه الذي يحمل عدة دلالات على أن مراده كذا جزما
لأنه من البلاد الفلانية أو الطائفة الفلانية وأهل البلاد الفلانية كلهم كذا فيعمم الحكم عليهم من غير تمييز ويحمّلون الطيب وزر الخبيث بينما نجد القران الكريم ينحى غير
هذا المنحى ويتجه غير هذا الاتجاه فإنه لما ذم اليهود ووبخهم ولعنهم وشنع عليهم رجع فقال (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون ايات الله أناء الليل وهم يشهدون)فما
رضي ان يعمهم بحكم واحد وقال في موضع اخر (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائما)وفي سنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم من ذلك الشيء الكثير قال يوم بدر في كفار قريش إن يكن فيهم خير ففي صاحب الجمل الأورق يعني عتبة بن ربيعة
وقد كنت قبل شهر في تركيا وكان كثير من الناس يحدثونني عن سوء طباع اهلها وبغضهم للعرب وأخذوا يحذرونني ويذكرون لي العبارة المشهورة عنهم (عرب خيانات) بينما لقيت الواقع خلاف
مايذكرون لي وأن كثيرا منهم يحبون العرب ويتمنون تعلم اللغة العربية ولمسنا منهم المودة الصادقة والأتراك لا يوجد النفاق في قاموسهم حتى لايظن أحد أن ما وجدناه ولمسناه مجرد مجاملة
فتعجبت من الدعاية السيئة التي يروج لها بعض الناس ولعل ما ذكروه كان بناء على موقف حصل من أحد السفهاء أو العوام لا يلزم منه تعميم الحكم على الكل
واسف على التطويل