أسرة حضرمية تعفو عن قاتل أبنها بمأرب في صلح قبلي كبير رعاه الحبيب عمر بن حفيظ

المكلا اليوم / مجدي بازياد
تصوير / أحمد بانافع
2009/6/16
شهدت مديرية يبعث يوم أمس صلحاً قبلياً لبيت السيد بن الشيخ أبوبكر بحضور الحبيب عمر بن سالم بن حفيظ وعدد من مناصب ومشائخ من سادات وقبائل حضرموت, وذلك في مقتل ابنهم محمد عمر بن الشيخ ابوبكر البالغ سبعة عشر عاماً
والذي قتل في محافظة مأرب منتصف شهر مايو الماضي من قبل مبخوت السيغي البالغ من العمر سبعة عشر عاماً وينتمي لقبيلة مراد, عندما كان المجني عليه خارجاً من عمله مستقلاً سيارة العمل بصحبة أصدقائه, ليتفاجأوا بوابل من الرصاص أطلقه الجاني الذي استوقف سيارة المجني عليه, الذي أصيب بطلق ناري في القلب أصابه مباشرة وجرح شخص آخر, وتم إسعافه وإجراء عملية جراحية له, ليفارق الحياة بعد خمسة أيام من الحادث

ولجأ الجاني إلى قبيلته التي طلبت التعديل, غير أن قبيلة المجني عليه طلبت أن يسلم للدولة وتدخلت وساطات أفضت إلى قبول الصلح القبلي كما هو متعارف عليه في مأرب بعدم اللجوء للدولة

وكانت مديرية يبعث قد شهدت توافد العديد من المشائخ والمناصب من آل بن الشيخ أبوبكر لحضور مراسيم تحكيم أولياء الدم بما اقترفه الجاني من جريمة قتل في حق أبنهم, فيما اصطحبت قبيلة مراد التي وصلت إلى مديرية يبعث أبنهم الجاني بمعية المشائخ والمناصب للتحكيم

وبدأت المراسيم بتقدم أهل المجني عليه مرحبين بقبيلة الجاني مصافحين لهم, متقابلين في صفين يتقدمهم الشيخ علي عبدربه القاضي, مسلماً بآل بن الشيخ ابوبكر, وقال جئناكم من مأرب طالبين حكمكم وهذه الإبل والغنم عقيرتنا, رامياً مبلغ مليون ريال, كفدية مقدماً الشاب الجاني إلى ساحة المكان, آمراً إياه بالجلوس وقال: لقد قدر الله على هذا الشاب قتل ابنكم, قائلاً خذوا حكمكم بيدكم, ونحن قاصدين جودكم وكرمكم, وما ستفرضونه شليناه, والولد بين أيديكم وهذا أخيه الصغير عبدالله أسميناه محمد باسم المرحوم ثم تقدم والد المجني عليه رويداً رويداً نحو أهل الجاني وقال لقد عفونا عن ابنكم, فارتفعت الأصوات مهللة ومكبرة بهذا الموقف الإنساني وعندها رفع مشايخ مأرب الراية البيضاء

وقال الشيخ علي عبدربه القاضي مكانتكم يا سادة حضرموت غالية علينا ولو كان القتيل من بكيل أو حاشد, لما سلمنا لهم ابننا لكننا نشكر لكم هذا الكرم الذي لا يساويه أي كرم, شاكراً والد القتيل ومناصب آل بن الشيخ ابوبكر وسادة حضرموت, وقال هذا العفو سيبقى محل تقدير وديناً في رقابنا

انتظار وفد قبايل مأرب
ثم ألقى السيد عمر بن حفيظ كلمة أشار فيها إلى سماحة الإسلام الذي يدعو إلى العفو عند المقدرة, والحفاظ على دم المسلم من أن يسفك, وتذهب أرواح الكثيرين هدراً
ثم تمت كتابة الحكم, والتصديق عليها من سادة آل بن الشيخ ابوبكر وقبائل حضرموت وأشراف مأرب وخرج مشائخ قبيلة مراد بزوامل شعبية فرحين بهذا الصلح



استقبال قبائل مأرب




رمي شيخ القبيلة لمبلغ مليون ريال كفديه




الجاني عند تقديمه من قبل قبيلته للتحكيم


الأخ الأصغر للجاني




والد المجني عليه يعفو عن قاتل ابنه


رفع الرأية البيضاء بعد التحكيم
















وجوم وترقب قبل التحكيم


كلمة الحبيب بن حفيظ بعد التحكيم





الابل والاغنام المقدمة من قبائل مأرب




الجاني بعد التحيكم

منقول